هذه ليست مراجعة ، بل رسالة كراهية

انظر إلى هذا الإعلان ، انظر إليه!!

أقرأت عنوانه (زيتون)؟! أساعدك هذا على استنتاج كون الفتى فلسطينيا و كبير السن محتلا صهيونياً؟! تمعن قليلا ، لاحظ القلادتين على نحر الفتى ، خريطة فلسطين و مفتاح ما. لحظة ، اليهودي يرتدي أيضا شالا فلسطينيا و ملابسه كلها بألوان خضرة يانعة. كلا ، لن أقول أن طيات شاله ترسم خريطة فلسطين فهذا مجرد تأثير دراسة الأفلام على عقلي المسكين. هل قرأت جملة “صداقة لا تعرف حدودا” و لاحظت المعنى المزدوج لها ، بين معنى الحدود العرفية و الكراهية بين الصهاينة و الفلسطينيين ، و حدود الدولة المزعومة في قلب فلسطين. و آخر شيء ، شجرة الزيتون بينهما. تمعن في هذا كله و قل لي ، أتنوي مشاهدة هذا الفلم؟ كلا؟

لسوء حظي لم أكن ثاقب النظر مثلك و انتهت بي الحال في سينما عتيقة خالية إلا مني و أربعة صهاينة (أحدهم بروفيسوري) ﻷشاهد فلما عن فتى فلسطيني من اللاجئين في لبنان اسمه فهد ، يمضي وقته في التدريب مع الميليشيات طمعا في تحرير فلسطين يوم ما. بينما يربي والده غرسة زيتون على وعد غرسها في قريته في فلسطين عند العودة. تأسر الميليشية جنديا صهيونياً ، و بعد هذا بقليل يموت أب فهد و صديقه على يد من؟ اللبنانيون طبعا ، من يتقاسمون دور الأشرار مناصفة مع السوريين في الفلم. لذا يحرر فهد الجندي شريطة مساعدته على عبور الحدود ليغرس شجرة الزيتون في قريته الفلسطينية.

لن أتحدث عن تأجج النيران بداخلي مع صورة الجنود الصهاينة بيض القلوب ، و لا مياعة الهوية و فقدان القضية و اللذاي أفقداني صوابي. و ما أزال أحاول تناسي الملاعبات و الاحتضانات الأخوية بين “بطلي” الفلم أو اللحظات التي اتسائل فيها بجدية “أيعرف هذا الفتى حقا ممن يجب أن يحرر فلسطين؟” و لكن كل هذا في كفة ترجح بها التفاف بروفيسوري الصهيوني إلي بعد الفلم ليقول بعربية خنفاء “فلمن ممتئ و جميل”. مجرد استعماله للعربية كان إهانة شخصية لي ، لم أتصور أن لغة المتنبي و شعراء الأندلس قد تستحيل ديدانا لزجة تتلوى في أذني هكذا!! رددت قائلا “لا!! بالطبع سيعجب فهو مسكن لما قد بقي من ضميرك!!” فقهقه قهقة من لم يفهم حرفا مما قيل و انصرف.

فلم تافه ، عبارة عن أجندة بحتة و بصقة مكتنزة على الروح العربية ، لكاتب عربي ممسوخ الهوية ، يكفي منه أنه و بعد كل ما حدث في الفلم عرضت شاشة المنتجين خانة ل”المنتجون في إسرائيل” إسرائيل؟! أين تقع هذه الدولة بالضبط؟! لا حاجة لشرح “رسالة” الفلم بمثال أوضح من هذا.

أخيرا ، يجب أن تشاهد الفلم. لم؟ حتى لا تموت الكراهية.

أضف تعليق